الحب الذي يقتلنا
ترجمة: أمينة محمد
تسارعت ضربات قلبي وأنا أعبر ردهة الفندق. فعلت الأمر تكرارًا، لكن صوت مارك كشف عن قلق لم اختبره قبل الآن. صوته كان كالنصل. فأنا أول ترانس يقوم بمواعدتها. أعرف كيف أبدد مخاوفهم ، كيف أشعل نيران الرغبة داخلهم، وكيف أطفئها. هذا قدري
..الموضوع بالنسبة لي أكثر من مجرد ممارسة جنس.. هو تأكيد لأنوثتي
“!لا أحد تشكل له جنسانيته هاجساً مثل الرجل المغاير، وكم يخشى أن يوصم بأنه “مثلي
مع مارك الأمر مختلف، ولو أنني غير قادرة على وضع أصبعي على مصدر القلق. حدسي يخبرني أن أغادر دون مقابلته، في هذه اللحظات يصعب علي تهدئة العفاريت داخل رأسي. فتح الباب، فانزوت مخاوفي جانباً. طويل، ممشوق ، مثير للغاية. الغموض في نبرة صوته هزّني جدا
بدأنا ندردش، كان يجلس مبتعداً عني، اقتربنا، بدأنا نداعب بعضنا البعض. فجأة، أمسك ساعديّ بقوة ودفعني جانباً وانهار على حافة السرير دافناً رأسه في يديه. سألته : هل أنت بخير؟ صمت. بينما أنفاسه تتصاعد بقوة كوحش متحفز للانقضاض على فريسته
قفزت من السرير متلفحة ملابسي حول جسدي العاري بيد والأخرى على أكرة الباب ، آملة أن يكون بعض نزلاء الفندق قريبين ليسمعوا صرخاتي وفيضان الأدرينالين اكتسح جسدي مرعوبة أن يلقيني على السرير ويكتم أنفاسي بالوسادة، هكذا يكون سيناريو موتي
أعلم ماذا سيحدث حال العثور علي جثتي واعتقال مارك، سيدعي أنني لم أخبره أنني ترانس، وأنه تفاجأ ونحن في السرير “أنني رجل” حينها أعماه الغضب ولم يعي إلا وأنا جثة هامدة بلا حراك. في المحكمة سيحتج محاميه بـ “الترانسفوبيا” وهي حجة دفاعية مقبولة في 49 ولاية ، الشاهد الوحيد القادر على نقض شهادته هي أنا، لكني الآن جثة هامدة
ستتصدر قصتي صفحات الحوادث: “الرجل الذي يتشبه بالنساء لخداع الرجال” نحن كمجتمع قررنا أن هذا “الخداع” مبرر كافي للقتل. ستكون عقوبته مخففة ولا شك سيتعاطف الكثيرون معه
لا أحد يعرف أنه هو من حاول مواعدتي من موقع مواعدة مخصص للترانس، أنه واحد من الكثير من الرجال المغايرين المداومين على مشاهدة أفلام بورنو الترانس، والمترددين على الأندية التي ترتادها النساء الترانس، الباحثين عن عاملات الجنس الترانس في الشوارع المعروفة في كل مدينة. لا أحد يلقي بالاً أنني لا أخادع الرجال، أنني غير محتاجة لخداعهم أصلاً!
مرت الليلة بسلام دون أذى. لكن الحال ليس كذلك مع كثير من النساء
ميرسيدس ويليامسون ، ذات ال17 ربيعاً من ألاباما. عثر على جثتها مهشمة الرأس في ميسيسيبي. واتهم صديقها جوشوا بقتلها. عند التحقيق معه ادعى جوشوا أنه اكتشف أنها ترانس فقط في أول لقاء حميمي بينهما، حينها لم يستطع السيطرة على أعصابه من شدة الغضب فقام بقتلها. اتضح لاحقاً أن صديقاً لجوشوا اكتشف هوية ميرسيدس وقام بفضحهما: وقتها قرر قتلها لينفي تهمة المثلية عن نفسه، كونه عضواً في جماعة الملوك اللاتينيين التي تلفظ المثلية. سبب هذه المأساة هو المجتمع الذي ينظر للرجل الذي يواعد عابرة جنسياً كمثلي
في 15/5/2017 أصبح جوشوا فالوم أول شخص توجه له تهمة جريمة كراهية لقتله عابرة جنسياً وحوكم بالسجن لمدة 49 عاماً. اعترف أنني أحس بالشفقة نحوه. ففي حين أن جريمته لا تغتفر، إلا أنه يعيش في مجتمع لا يمكن ان يتصور أن رجلا مغايرا يحب امرأة عابرة جنسياً. حتى والدة الضحية تصف ابنتها بالمثلي الغارق في الخطيئة! وتصر على استخدام ضمائر المذكر في الحديث عنها في إشارة راضية أنها نالت ما تستحق، بينما القاتل كان يتكلم عنها كإمرأة ويظهر الأسى على ما اقترفت يداه. لم يكن جوشوا مثلياً ، كان مدفوعاً لقتل حبيبته ليثبت ذلك: بسبب المجتمع الذي يرفض الاعتراف بالعابرات جنسياً كغيرهن من النساء
.. إلى أن يأتي وقت يتنفس فيه حبنا في النور سأظل أحكي حكاياتنا
______________________________________________
لقراءة الموضوع باللغة الإنجليزية
أمينة محمد… مترجمة وعابرة جنسيًا