عابرون/ات من التاريخ
ترجمة: باسل إيرين
تحرير: مايا أنور
وُجد الأشخاص الترانس منذ بداية وجود المجتمعات البشرية، لكن عادة لا يتم التعرف عليهم/ن. لكن بعضهم/ن عرفوا إما بسبب إعلانهم/ن عن هوياتهم/ن أو لأنها كُشفت رغما عنهم/ن، يحتوي هذا المقال على بعض من هؤلاء الأشخاص الذين يثبتون أن وجود الأشخاص الترانس ليست أمرًا جديدة.
- “إلينور رايكنير”
تم توثيق وجود “إلينور رايكنير” منذ 625 سنة، لكن ليس من الواضح متى ولدت. في عام 1394، ألقي القبض عليها لعمل الجنس والعلاقات “المثلية”. كانت تقدم نفسها كأنثى، وعملت خياطة وساقية في حانة (وظائف تقوم بها النساء فقط) وعاملة جنس. كونت علاقات مع رجال و نساء، لكن غالباً مع رجال. مُسحت هوية إلينور من قبل مؤرخين منحازين، واستخدموا إسمها المذكر بدلاً من المؤنث في الأوراق، وزعموا أنها رجل تنكر لغاية العمل. وهو إدعاء غير منطقي بما أنها لم تعش كالرجال وكانت تعرف عن نفسها كأنثى في المحاكمة وحياتها بأكملها.
لقراءة المزيد عن “إلينور رايكنير” (مترجم)
- “آلان هارت”
كان “آلان هارت” رائداً في علم الأشعة، طبيب وباحث في مرض السل. أعظم أعماله كان اكتشافه أنه يمكن للأشعة الكشف عن مرض السل، مما أدى لإنقاذ آلاف من البشر حول العالم. دخل مدرسة للطب بينما كان يعرف عن نفسه كأنثى، وأجرى العبور لذكر بعدها بفترة. حين كان يعمل كطبيب في مستشفى في “أوريجون”، تعرف عليه زميل سابق وأعلن عن هويته السابقة، وأجبر على الرحيل. لم تكن هذه أول مرة يرحل من العمل، و أثرت هذه المواقف على نفسيته. في قصته “الشجاع”، كتب عن شخصية اسمها “ساندي فاركوهار”، كالتالي:
“طُرد من مكان إلى مكان، من عمل إلى عمل، لمدة خمسة عشر عاماً، بسبب شيء لا يستطيع تغييره كما لا يستطيع تغيير لون عينيه. النميمة، الفضائح، والشائعات دائما تسببت بطرده”.
كما كان أول رجل ترانس يتم توثيق خضوعه لعملية تصحيح الجنس في الولايات المتحدة.
لقراءة المزيد عن ” آلان هارت” (مترجم)
- “لوسي هيكس أندرسون”
“لوسي هيكس أندرسون” تم توثيقها من ضمن المتظاهرين للمساواة في الزواج. ولدت في “كنتاكي” سنة 1886. كطفلة صغيرة أخبرت والديها أنها تريد أن تكون فتاة وتستخدم الإسم “لوسي”. أخذوها لطبيب العائلة وقال لهم أن يحترموا قراراتها لذا عبرت مع دعمهم الكامل. عندما أصبحت أكبر سناً، انتقلت إلى “كاليفورنيا” وتزوجت من رجل إسمه “كلارينس هيكس” وفتحوا ماخورا سوياً. انفصلوا في عام 1929 وتزوجت لاحقاً من جندي اسمه “روبين أندرسون” الذي كان متمركزاً في حقل “ميتشيل” في “لونج آيلاند، نيويورك”. اتهمت بقضية “قسم كاذب” لأنها وقعت على وثيقة زواج مكتوب فيها “لا يوجد اعتراضات قانونية” على هذا الزواج. تحدثت إلى الصحافة قائلة:
“أنا أتحدى أي طبيب في العالم أن يثبت أنني لست امرأة. لقد عشت، لبست وتصرفت تماماً كما أنا، كامرأة”.
للأسف، أدينت بقضية “التزوير” لأنها صرفت شيكات من الحكومة كزوجة جندي أمريكي.
- “تشارلي باركهرست”
“تشارلي باركهرست”، يُعرف أيضاً كـ “تشارلي ذو العين الواحدة”، كان مربي ماشية أمريكي مشهور في القرن التاسع عشر. وُلد وترعرع في ميتم في “نيو إنجلاند” لكنه هرب وغير إسمه قبل أن يكمل الثامنة عشر من عمره. مثل الكثير من الأمريكيين ذوي الطموح، انخرط في البحث عن الذهب في الغرب وبنى سمعة كواحد من أبرع سائقي العربات على طريق جبل “مادونا” على الساحل الغربي. حصل على لقبه “تشارلي ذو العين الواحدة” بعد أن رُكل في عينه اليسرى من حصان فزع من أفعى مجلجلة. عُرفت هوية “تشارلي” فقط بعد وفاته.
- السير “السيدة جافا”
السير “السيدة جافا”، التي ما تزال مستمرة في نشاطها، صعدت إلى الشهرة في زمن ستينيات القرن الماضي كفنانة وراقصة متميزة، معروفة بجسدها المثالي. وُلدت في 1943، عبرت في سن مبكر بدعم والدتها وبدأت بالرقص والغناء في الملاهي الليلية المحلية. في العشرينات من عمرها، انتقلت إلى “لوس أنجلوس” وكونت علاقات مع نجوم مثل “ريد فوكس”، “سامي ديفيس جونيور” و”ريتشارد برايور”. كانت تؤدي العروض في الملهى المشهور لـ “ريد فوكس” وانتشرت إشاعات بأنها ارتبطت بـ “دافيس جونيور” لفترة. في عام 1967، بدأت الشرطة بإلغاء عروض “جافا” المشهورة بإستخدام قانون يحظر “تقليد شخص من الجنس المعاكس، بإستخدام الأزياء أو الملابس”. ردت “جافا” بالاعتصام خارج الملهى ووكلت “اتحاد الحريات المدنية الأمريكية” لإلغاء الحكم. في النهاية، أُلغي الحكم في 1969 بعد نزاع منفصل مع مجموعة أخرى، لكن كان دور فعال في هذا التغيير.
- “شوفالييه ديون”
كانت “شوفالييه ديون” جاسوسة فرنسية، دبلوماسية وجندية في القرن الثامن عشر. وُلدت سنة 1728 في “تونير، بورجوندي”، لعائلة نبيلة فقيرة. سُجلت كذكر عند الولادة، و تفوقت في المدرسة والتدريب العسكري وانتقلت إلى “باريس” في شبابها. في سن الخامسة والثلاثين، كُرمت كفارس، وحصلت على شهادة في القانون، كتبت كتبا عن نظام الضرائب الفرنسي، واشتهرت بالمبارزة.
لاحقاً، انضمت إلى الشبكة السرية لجواسيس الملك “دو روا” وعملت مباشرة تحت الملك “لويس” الخامس عشر. بعد سنوات من الخدمة، لم تتم ترقيتها، لذا كتبت كتابا يفضح كل أسرار جواسيس الملك. بعد سنوات، قدمت طلبا لتغيير تسجيلها إلى “أنثى”، قائلة إنه تم تسجيلها كذكر فقط لضمان حصولها على بيت العائلة. نجحت هذه الفكرة الذكية وتقبلها الفرنسيون والحكومة البريطانية – كانت تعيش في “لندن” في هذا الوقت. تم تسجيلها كأنثى رسمياً وعاشت سنواتها الـ 33 المتبقية حرة لتكون نفسها، واستمرت في مهارتها في المبارزة.
- “ويلمر “إكس الصغير” برودناكس”
“ويلمر”، أو “إكس الصغير”، كان مغنيا موهوب للموسيقى المسيحية في القرن العشرين. وُلد في 1916 في “تكساس” وأحب الموسيقى في سن مبكر. بعد انتقاله إلى”كاليفورنيا” الجنوبية في منتصف 1940، انضم “ويلمر” وأخيه “ويليام” للمغنيين “الجنوبيين المسيحيين”. لاحقاً، أسس “ويلمر” و”ويليام” فرقة “الأبواق الخمسة”، كلاهما كانا المغنيين الرئيسيين وعُرف “ويلمر” بصوته القوي. بعد ذلك، غنى في فرق “فيرفيلد الأربعة” و”الأولاد العمي الخمسة من ميسيسيبي”، قبل تشكيل فرقته الخاصة باسم “إكس الصغير والأصداء الذهبية”. غنى مع أخيه طوال حياته، الذي تقبله ودعمه. كُشفت هوية “ويلمر” بعد وفاته سنة 1992.
يمثل هؤلاء الأشخاص الترانس الرائعين/ات دليلا على وجودنا عبر التاريخ، علناً وفي السر، والذين حققوا/ن إنجازات كبيرة. لطالما كنا موجودين/ات وسنظل موجودين/ات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باسل إيرين.. كاتب ومترجم عابر جندريًا