ترانسات Transat

الجندر جندرنا

تقارير وترجمات تاريخ الترانس

آلن هارت.. الطبيب العابر الذي ساهم في إنقاذ حياة الآلاف من البشر

Alan_L_Hart

كتب: نديم رأفت

 

الن ل. هارت ” 1890-1962″ الطبيب والأديب الأمريكي الحاصل عل رسالة الماجستير فى علم الاشعة والباحث فى مرض السل منقذا بأبحاثه ألاف الأرواح 

كان من أوائل العابرين  جنسيًا فى الولايات المتحدة، الذين قاموا بالعبورالطبي الجراحي

 

 

 ينتاب الن ذو الإثنى عشرعاماً السعادة البالغة كل عطلة صيفية، حيث يذهب الى مزرعة أجداده، فيتخلى عن الهوية الأنثوية التى فرضت عليه ليستطيع إكمال دراسته في هدوء. هناك  يستطيع ارتداء ملابس الرجال التى يجد الراحة بها واللعب مع ذويه من الفتيان، والعمل مع  الرجال فى أعمال المزرعة. لم يكن الن مثل أغلب الفتية حيث كان يعانى من الانزعاج الجندرى فهو لم يشعر كفتاة أبداً بالرغم من تركيبه البيولوجى الذى لا ينتمى إلى الذكور كان الن يكره مهام الفتيات التقليدية، واللعب بالدمى وبدت عليه سمات الرجولة فى شخصيته منذ سن صغير، وبمساعدة والدته وأجداده الذين تقبلوا هويته استطاع الن التعبيرعن هويته الرجولية بحرية، وإن كان يجب عليه حضور صفوفه فى المدرسة بهوية أنثوية لكنه استطاع مع ذلك أن يكتب مقالات تحت اسم ذكورى مستعار، وكان هذا شائعاً حينها فلم يشكك به أحد. حصل الن على بكالوريوس الطب جامعة أوريغون واضعاً كل طاقتة وغضبه الناتج عن انزعاجه الجندرى فى الدراسه متفوقا كعادته

Takenah_-_Editorial_Staff
الن هارت “أقصى اليمين” مع زملائه بجامعة أوريغون قبل عبوره الجنسي

بدأ الن يعمل قليلاً تحت الاسم الأنثوى المسجل فى بطاقة التعريف الشخصية، لكن لم يستطع إكمال الأمر. استنجد بطبيب أمراض نفسية لإيجاد حل، مقنعاً إياه بهويته كرجل، استطاع الن أداء جراحة حيث قام بإزالة الرحم وبذلك قام بتغيير أوراقه ليمثل نفسه فى المجتمع كرجل وذلك بعد بلوغه السابعة والعشرين، تزوج بعدها لكن لم يكتمل زواجه سوى بضع سنوات قبل أن يتفكك وينتهى من كثرة المشاكل التى قابلها  لكونه عابر جنسياً، حيث توجب عليه الانتقال بين عدة مدن هارباً من هويته القديمة بعد مقابلة زميل له فى  المشفى الذى عمل به والذى تعرف على الن بهويته القديمه كأمرأة. سبب هذا نوبة ذعر لالن الذى لم يستطع أخد هرمونات الذكورة ليكمل عبوره فى هذا الوقت حيث اعتبرت مسببة للعدوى. لم يستطع ذلك إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث توفرت حينها هرمونات الذكورة المصطنعة فى الولايات المتحدة, وهنا استطاع الن للمرة الأولى أن يزيل لحيته كالرجال ويتمتع بصوت خشن وعميق مما زاد من ثقته بنفسه وجعل ظهورة  العلنى أكثر سهولة

 

12298785_433674580165630_1626277895_n
لم أكن أسعد فى حياتى مثل منذ اتخاذى هذا القرار وسأستمر هكذا طوال حياتى، لن أخفى يوماً هويتى. لقد أتيت اليوم إلى مسقط رأسى لأظهر لأصدقائى أننى لا اخجل من شىء

 بالرغم من معاناة الن من الانزعاج الجندرى الأمر الذى استهلك الكثير من وقته وطاقته. لم يمنعه هذا من ترك تراث غزير خلفه حيث أنقذ الكثير من المصابين بأبحاثه عن السل الذى كان من أكثر الأمراض المسببة للموت فى هذا الوقت. الن من أوائل الأطباء الذين حددوا كيف ينتقل المرض داخل الجسد وكيف يبدأ بتدمير الرئتين أولا ثم ينتقل إلى باقى الأعضاء. أعراض المرض لم تكن واضحة فى مراحله الأولى. الأمر الذى جعل اكتشافه ممكناً فقط فى المراحل المتقدمة حيث تكون الاعضاء قد تدمرت تماما و لا يمكن إنقاذ المريض. قرر الن أن يحاول اكتشاف المرض فى المراحل الأولى منه عن طريق استخدام الأشعة السينية  ” رونتغون ” . هكذا  استطاع رؤية التغيرات الناتجة عن المرض على الرئتين، والتى تبدأ بالظهور فى مراحل المرض الأولى، وباستخدام اكتشاف الن أمكن إنقاذ العديد من المصابين بتشخيص المرض فى مراحله المبكرة وشفائهم باستخدام المضادات الحيوية. 

وفى وقت فراغه، قام الن بالكتابة الأدبية ايضاً. وكان أشهر أعماله الطبيب مالوري تمثلت أعمال الن في إسقاطات ذاتية عديدة حيث وسم أشخاص رواياته بعيوب جسدية مثل ذراع مفقود أو قدم أصابها العدوى وتم ازالتها جراحيا تلك العيوب التى تسبب الألام لصاحبها وتنفر منه النساء. قاصداً بهذا شعوره بأنه فى جسد معيب لا يتوافق مع هويته. خلق الن أيضاً شخصية رجل مثلي يعانى من اضطهاد المجتمع ويتنقل من وظيفه الى اخرى والذى كانت سماته الجسدية مثل الن

توفي الن هارت بنوبة قلبيه في عام 1962, وأصرت وصيته عل دفن رفاته فى بوجيت ساوند حيث قضى هو وادنا “زوجته الثانيه ” العديد من العطلات الصيفية معأ

حياة الن الحافلة من انجازاته الطبية واعماله الادبية وروحه المستكشفه تعد بحق مصدر إلهام وقدوة للعديد، ويعد رمزاً للمثابرة  للعابرين الذين يتركون هذا العالم ويتركونا بحثاً عن السلام فى الحياة الاخرى، مرهقين مثقلين من مواجهة المجتمع الذى استنفذ كل طاقتهم. استسلموا للموت ظناً منهم أنه لا يوجد فرصة لهم فى هذا العالم لكن ها هو الن وجد هويته فى عصر تعد معلوماته عن تعاسة الجندر شبه معدومة، لكنه تجاوز عصره بكل مشاكله وتعقيداته، مثبتاً لنا نحن العابرين أنه يمكننا الصمود والمحاولة  لنثبت للجميع أننا لسنا فقط عابرين نحن شعراء، وفنانين، وعلماء. نحن بشر نستطيع الإبداع ما دام حصلنا على حريتنا فى كوننا نحن

 

__________________________________

نديم رأفت… كاتب وعابر جنسياً

تعليق واحد

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: