أن يكون ابنك فتاة – الحلقة الأخيرة
كتبت: جين ماريون
ترجمة: آيفي ناصر
!لكن انتظري، ذلك كان ابني! أحببته وربيته، وأنت تريدينه أن يمحى! هكذا! كأنه لم يكن… فقالت: “أنت لا تفهمين، كل مرة كنت انظر فيها للمرآه كنت أكره الشخص الذى كان أمامى. لا أريد أن أرى ذلك الشخص مجددً”ا. لكن كيف لهذا أن يكون؟!، هنالك العديد من الذكريات السعيدة رغم كل شئ، ذكريات من طفولتك و فترة مراهقتك. “اعلم وأتذكر، لكن أنا الآن من اريد أن أكون، و لا اريد العودة لما سبق أبدًا.”
الهرمونات عنت أنها لن يكون لها أطفال بيولوجيين أبدًا، تكلمت معها فى هذا الموضوع لكنها أصرت أنها لا تريد أطفالًا. طوال حياتى تصورت وجود أحفاد لى فى المستقبل، لكن الأن كان على تقبل أنه لن يكون هنالك أحفاد، منها على الأقل. اقتنعت أن هذا للأفضل، حياتها ستكون مليئة بعقبات كافية دون أطفال.
فى يوم ما، قررنا أن نذهب للغداء خارخ المنزل. تمشينا الى داخل المطعم، و النادلة قالت لنا “من هنا سيداتى”، نظرت ابنتى إليّ و عيناها مضيئتان “قالت عنى سيدتى”، كانت تلك أول مرة أى شخص خارج دوائرنا يقوم باستخدام الضمائر الأنثوية معها، كانت سعيدة جدًا و ابتسامتها كانت مشرقة، كان ذلك حتى جاء وقت طلب الطعام، صوتها الخشن.. و النظرة على وجه النادلة، احست بالتحطم، اخذت يدها و ضغطت عليها، “هذا ليس بالمهم،ستحصلين على تلك النظرات دوما، لكن ما يعتقدونه ليس مهم.” كانت سعيدة بمنادتها “سيدتي” برغم ذلك.
تغيير الاسم القانونى تم، من ثم كان الوقت قد جاء للجزء الأصعب: تغيير الاسم فى التأمين الصحى، رخصة القيادة، الضمان الاجتماعى، بطاقة الهوية الخاصة بالمدرسة، مرارًا و تكرارًا..، أشياء ننتظرها، نحتاج الواحد لنحصل على الأخر، و الأثنان لنحصل على الثالث، كل البطاقات الجديدة فى المحفظة … ، من ثم بدأ ألم المعدة، ألم سئ جدًا، و قد حان وقت الذهاب إلى المشفى، بطاقة الهوية الجديدة و بطاقة التأمين الصحى كانوا معنا و كل شئ كان قد تم، لكن فى غرفة المشفى أصرت الممرضة أن تدرج فى القاءمة كهو، لاغراض تابعة للتحاليل، أصرت أن الارقام سوف تكون مختلفة فى تحليل الدم، قبلت ابنتى بهذا، طبعا بغضب و قلق و بكاء مصاحبين لذلك..
حصلت أخيرًا على وظيفة، وظيفه لم يهم فيها أن كانت هو ام هى، .. راتب.. يا لها من شئ سحرى، بعد بضعة شهور، ذهبت للسكن هى وصديقتها معا، اصبحت بالغة، تقبلها للأصدقاء و تقبلتها العائلة، احتجت لسنتان لأتوقف عن قول هو عن خطأ، الأن يحدث ذلك مرة كل شهر و يكون فعلا عن غير وعى.
بدءت هرمون ثالث، يجعلها تتصرف كأن لديها أعراض ما قبل الدوره الشهرية، و صرنا نتجادل تماما كما كنت اتجادل مع أمى، الأن أعلم أن لدي أبنة، كنا نتجادل على أتفه الأشياء.
لم أكن متأكدة فى البداية عما إذا كان زوجى يوافق و يساند ما يحدث أم لا، لم يقل أى شئ و لم يعلق عندما كانت ترتدى ملابس الفتيات، لكن فى مرة، كان لديه صديق أراد أن “يساعد” ، استحضر موضوع محاولة تغييرها و أعادتها لما كانت فى السابق، فأشتاط غضبًا: “إنها ابنتى، أحبها كما أحببتها دومًا، هى لا تحتاج للتغير… كيف أستجرأ!. كنت فخورة جدًا به، كان لا يزال يناديها “يا أنسة” عوضا عن اسمها الجديد، لكنه كان مستعدًا للدفاع عنها، و كان أيضا مستعدًا لأخبار عمله و التأمين عن تغيير الأسم، و كان مستعدًا لمساعدتها فى أى شئ تريد.
كيف كان هذا، كان كقنبلة انفجرت، كانت مفاجئة كبيرة، لكنها لم تسبب دمار، مربكة بالطبع، لكن هنالك الكثير من الوقت لفهم كل شئ، صحيح أنى خسرت ابنى، و لن يعود أبدًا، لكنى كسبت ابنة جميلة، تحبنى تماما كما أحبها.
…تمت
_____________________________________
جين ماريون… كاتبة معنية بقضايا الجندر
آيفي ناصر… مترجمة وعابرة جنسيًأ
جميع الصور كانت لفتيات عابرات حقيقيات*
تعليق واحد