تقديم: مهى محمد

عندما شاهدت اللوحات بالصدفة لأول مرة انبهرت! من الفنانـ/ـة العالميـ/ـة؟ هل هو/هي معاصر/ة؟ هل لا يـ/تزال حيـ/ـة أم راحلـ/ـة؟ من أي دولة يا ترى؟ وما كل تلك المعاني الموحية التي تمسني فتعرف جيدًا ما يدور بداخلي؟!. هل هو/هي أيضًا عابر/ة؟! . فإذ بي أفاجيء بأن تلك “الفنانة العالمية” هي شابة مصرية في أوائل العشرينيات من عمرها! تعجبت: “كل ذلك الفن يخرج من تلك “المفعوصة”؟!” بحثت عنها حتى عثرت عليها. فتاة عادية “ظاهريًا” -مثل معظم من في سنها- تعاني من المجتمع البائس من حولها، ومن أهلها الذين يريدون لها أن تتزوج وتنجب وتصير “الزوجة الصالحة”. تقاطعت أوجاعنا وأحلامنا فصرنا صديقتين. لم أفاجيء عندما عرفت بأنها تعاني انزعاجًا جندريًا ما، عبرت عنه في مجموعة بالغة الجمال تدعى “هوية جندرية”، ووجدتها أيضًا من الشجاعة بأن لا تمانع في شرح أعمالها للجميع، عكس معظم الفنانين الذين يعمدون غالبًا إلى الغموض بشأن معاني أعمالهم. وبيقيني العميق بأنها يومًا ما سوف تكون في مصاف الفنانات العالميات المؤثرات، فإن هذه قد تسجل كأول قراءة لمجموعة من أعمالها على الإطلاق. وبقلمها هي. وبين بساطة ما تقرأ وعمق ما ترى، سوف أتركك الآن معها، ومع الدهشة كذلك.. الفنانة مي دبور.. ومجموعة الجندر

“Gender Identity”

Not everyone is fully aware of their own gender situation, this is the real meaning of suffering

كنت بفكر طول الوقت وأنا بنت ال 21 هل أنا بنت ولا ولد؟، طيب أنا إيه؟، يرضيني أكون ست بالكامل ولا راجل بالكامل؟ والحقيقة أنا مبقتش فاهم إيه بيحصل!، شويه اتعامل كولد ويعجبني الموضوع أوي، وشويه تانيين اتعامل كبنت وابقي فخوره أوي. شويه أرفض شكل جسمي وابقي مش فاهمه الرفض ده جاي منين، واقول أنا مش عاوز صدري ده، خانقني، متحطونيش في التابلوه بتاع الست ده، وشويه أحبه جدًا واتعامل بكل لطافة مع الموضوع، أنا فاكره يوم ما قررت أحلق شعري علي الزيرو – أيًا كانت الأسباب إيه – وفاكره وقتها الصورة اللي اتصورتها وانا في قمه سعادتي من إني نولت جزء من الرضا النفسي اللي كنت بتمناه، الشكل الحقيقي للبنت اللي عندها 21 سنه ومش فاهمه ايه أصل حدوته راجل وست

كالعادة أما ببقى متلخبطة بقعد أرسم كل اللي في دماغي، زي مجموعه العنف ضد المرأة، وغيرها من المجموعات، اللي كان بعضها ذاتي، والبعض الاخر كان عن الناس، وأنا بصنف المجموعة دي مجموعة ذاتية، يمكن معرفتش أتكلم لكن عرفت ارسم كالعادة أرسم عني وعن اللي شبهي، لكن مش لاقيين بعض ومش لاقيين نفسنا

من هنا خرجت مجموعة الجندر، كل لوحه بمعني وإحساس مختلف

(1)

لوحة بتحكي عن عقلين في جسم واحد، أو روحين في جسم واحد. لا جسمين. أنا مش عارف. يمكن ده كمان متلخبطة فيه. ست أو راجل محبوسين في جسد واحد اتفرض عليه. مكانش ليه أي اختيار. سجن أبدي ووصم أبدي مؤلم حتي الموت

(2)

لوحة توحي بالغثيان، بألوانها الأحمر والأصفر والبثور الزرقاء. عن جسد ذكر مع صدر أنثوي يحمل في تفاصيله ما لا استطيع النطق به

(3)

لوحة البنت اللي حلقت شعرها عشان ترضي عن ذاتها. بجسد لا يمت للأنوثة بصله. باللون الأخضر والبني مجتمعان، الأخضر للطهر والنقاء، والبني رمزية الي الأرض وانخراطها مع الطبيعة، تجمعت أحاسيسي في لوحة بالشكل إللي أرضي بيه عن نفسي 

(4)

قابلت مهى وقريت عنها وعن تجربتها في المدونة بتاعتها. وتهت بين حياتها وتفاصيلها، وهنا قررت أرسم عنها لوحه وعن روحها المحبوسة في جسم مش بتاعها، حسيت كل تفصيله هي  ممكن تحسها كأني هي. هل هي لما حبت، حبت كأنثي أم رجل؟ طب هي أي واحد فيهم؟ الصراع النفسي الدائم بين الموجود والمطلوب، الألم في كل مره تقرر تدخل جوه عقلك عشان تحسم الصراع، وتقول لا أنا لازم اكون أنا. في كل مره بتبص لجسمك في المراية والشكل اللي تحب إنك تكون عليه

(5)

دايمًا مابعرفش أتكلم عن اللوحة دي مش عارف ليه. بس ممكن أقول إني كنت حاسة إني مستخبية ورا القناع إللي حوالين عيني في الصورة إللي كنت أحب أكونها.. أو.. مش عارف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمتابعة أعمالها الفنية

مهى محمد… كاتبة وعابرة جنسيًا