ما الذي يجعلك ذكرًا أو أنثى: حوار مع آن فاوستو-ستيرلنغ

” عند الحديث عن الجندر يعزو الناس كوننا رجال أو نساء لواحد من ثنائية (الطبيعة/ التنشئة) .. اتخذ موقفاً وسطاً وأقول (هو خليط من كليهما) وهذا موقف غير شائع في الأوساط الأكاديمية حالياً، لكنه الأكثر معقولية برأيي.”
آن فاوستو-ستيرلنغ
ترجمة: أمينة محمد
كتابها “خرافات الجندر : النظريات البيولوجية عن الجندر 1985م ” مدرج في مناهج الدراسات النسوية في جميع أنحاء البلاد، وكتابها الأحدث “جنسنة الجسد: السياسات الجندرية والبناء الاجتماعي للجنسانية ” يلقي نظرة على الأفكار الاجتماعية حول الجندر من منظور أولئك الذين ليسوا رجالاُ ولا نساءاً : أي الجنس البيني intersex.
ماذا يمكننا أن نعلم بخصوص الجندر من خلال تعامل الحقل الطبي مع الأطفال المولودين بأعضاء جنسية مبهمة، المسميين سابقاً “الخنثى” ، والذين تفضلين تسميتهم بالجنس البيني intersex؟
منهم يمكننا أن نرى بوضوح كيف يبني المجتمع مفاهيم الذكورة والأنوثة، حين قدوم مولود بأعضاء جنسية ملتبسة يصاب الجميع آباء وأطباء بالحيرة والاضطراب ، وغالباً يوصى الطبيب المعالج بجراحات جذرية حتى يتسنى تصنيف المولود . البروتوكول المصمم يقضي أن يختار “الطبيب ” أي جنس ينبغي أن يكونه الطفل. ويشرع بناء عليه في معالجات جراحية يزيل بموجبها أعضاء أو يضيف أخرى، يحقن هرمونات أو يمنع أخرى.. الخلاصة أن الأطباء يحولون جسداً كان بوضوح “ليس ذكراً ولا أنثى” لآخر يمكنهم بقدر من الطمأنينة الإدعاء بأنه ذكر/ أو أنثى.
كم تقدرين عدد الانترسكس؟
يعتمد على منهجية القياس. طبقاً للدراسات التي أجريتها حوالي 2% لا يقعون ضمن التعريف الصارم لثنائية ذكر /أنثى: حتى وإن بدى الطفل ظاهرياً كذلك. فبخلاف الأعضاء الملتسبة، هناك المورثات الإضافية ” مثلا حالة الكروموسوم Y الإضافي(1) ” وأيضاً هناك نقص تطور المبيض المعروف طبياً بمتلازمة تيرنر..
الهدف المقصود من السرد عاليه، أن هناك الكثير من التنوع البشري. ووجهة نظري أنه يمكننا إلقاء المزيد من الضوء حول معنى أن تكون ذكراً أو أنثى من خلال تمثيل هولاء البين- وهم كُثر.
في كتابك جنسنة الجسد، تقترحين تسمية التستيرون والاستروجين “هرمونات نمو” بدلاً عن “الهرمونات الجنسية”، هل يمكنك التوضيح أكثر؟
الجزئيات التي نسميها “الهرمونات الجنسية” تؤثر على الكبد، العضلات، العظام ، أي نسيج في الجسد تقريباً. بالإضافة لدورها في عملية التكاثر؛ فهي تؤثر على عملية النمو مدى الحياة، فالتفكير فيها كهرمونات نمو يجنبنا القلق من حصرية امتلاك الذكر تركيز تستيرون أعلى ومثيله الأستروجين لدى الأنثى.
تنادين بمنع جراحات تحديد الجنس(2) على الأطفال، لماذا؟
يجب أن يكون لهم الخيار في هكذا أمر مصيري. الأطفال لا يملكون حولا ولا قوة. وتقديرات الأطباء تخطيء. يحدث أن يقرر الطبيب أن المولود يجب أن يكون أنثى لأن عضوه صغير ، فيقوم بإزالة القضيب والخصي جراحياً، ويحقن الطفل بالاستروجين؛ تمر السنوات ويقرر الطفل(3) أنه ذكر ويرفض تعاطي الاستروجين ويبدأ التعايش كذكر ويطالب باسترجاع عضوه المُزال. الواجب عدم إجراء أي جراحات والانتظار حتى وصول الطفل لسن اتخاذ القرار، والأفضل إطلاق اسم محايد جنسياً، وطمأنة الطفل على اختلافه، طبعاً توجد حالات محدودة جداً حيث التشوهات تهدد الحياة وحينها تكون الجراحة ضرورة.
هناك ميل لتبني تفسير جيني للمثلية في أوساط المثليين، لماذا؟
نعم هي فكرة شائعة لدى الرجال المثليين- وأقل عند المثليات، ربما لأن منشأ المثلية عند المثليين مختلف عن المثليات. برأي أن الرجال المثليين يواجهون ضغط نفسي مختلف كونهم يتبنون قيمة مستهجنة مجتمعياً – الأنوثة- فيتوجب تبرير ما هم عليه تبريراً مقبولاً. على الجانب الآخر بعض الرجال المثليين يتبنون قيمة مستحسنة مجتمعياً- الرجولة. وعلى العموم الانطباع السائد بأن “جميع الرجال المثليين أنثويين والنساء المثليات رجوليات محط تساؤل ومراجعة” وعلى كل يقدم التبرير الجيني بعضاً من خلاص “الأمر ليس بيدي وعليك تقبلي على أي حال”.
بيولوجيا المثلية غير مفهومة تماماً. فأكثر الدراسات إحكاماً توصلت لأن 50% من المثلية مكون جيني.
لماذا برأيك أن المثليات أقل قبولاً لنظرية المكون الجيني من نظرائهن الرجال المثليين؟
النساء المثليات يعولن أكثر على العامل الثقافي. لو نظرنا في تاريخ حياة الكثير من المثليات نجد تجارب غيرية غزيرة. المثليات يدركن أن الأمر اختيار. وبرأي أن المثليات يختبرن أمراً لا يختبره المثليون؛ ففي نهاية الأمر هُن لا يزلن نساء في عالم يحكمه الرجال. كل ذلك يجعلهن أكثر إدراكاً بمدى التعقيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مترجم نقلا عن حوار مع النيويورك تايمز
أمينة محمد… مترجمة وعابرة جنسيًا